كنت لا استطيع الربط بين ثراء الرجل وثوار الجبل. لكنه فى اليوم التالى ونحن نخوض فى حوار متشعب حول كردستان والثوره الكرديه التى اشتعلت فى 1961 فى عهد عبد الكريم قاسم. واتفاقيه -11 اذار 1970- ارانى صوراً تعود الى الستينات يظهر فيها فتياً بملابس البشمركه بصحبه ملا مصطفى البرزانى. وجلال الطالبانى. وصوراً كثيره مع جموع من المقاتلين ببنادقهم البرنو والسمينوف القديمة. وقاماتهم الناحلة. – تتساءل عن مصائرهم؟ – منهم من قتل بعد ايام من التقاط الصور فى المعارك. ومنهم من مات لاحقاً ومنهم من اصبح وزيراً، او مهاجراً، او تاجراً، او سكيراً، او متسولاً، او جلاداً يقود مفارز خاصه لإصطياد الثوار، او اساتذه جامعات، او كتابأً وشعراء. ومنهم من قضى معدوماً. او تحت التعذيب فى الزنزانات. هكذا يا ولدى هى الحياة!
عرفت لاحقاً ان ذلك الشيخ هو -عطا الطالبانى- – سترى العجب من اقرب الناس. ستطل على البشر وتتعرف عليهم بعمق. ستذهل مراراً ورفيقك يضم قطعه خبز فى ظرف عصيب، او يجبن فى لحظه حاسمه او يزاحمك فى الأكل واللبس والشراب. دع عنك احلام الثوره النقيه وشرف مقاتليها فهم ليسوا انبياء.