فكرة الكتاب تعود بداية إلى
سنة 1978 . في هذه
السنة قام أحد أساتذة التاريخ و يدعى ” مايكل هارت ” بإصدار كتاب أسماه “100
الأكثر تأثيرا في التاريخ “. اختار فيه هذا المؤرخ الأمريكي الشهير 100 شخصية عبر
التاريخ الإنساني لتكون محورا لكتابه.
و للإنصاف فإن كتاب هذا المؤرخ الأمريكي اليهودي يحتوي على قدر كبير
من المعلومات التاريخية القيمة. و يحتوي أيضا على حيادية تاريخية كبيرة.
ولكن الشيء الذي يثير الدهشة بالفعل. هو ردة فعل كثير من المسلمين على
هذا الكتاب. حيث تبناه المسلمون و ما يزالون بأن السيد هارت تكرم عليهم و وضع اسم
نبيهم “محمد ” صلى الله عليه و سلم على رأس قائمة .
و الحقيقة هذا شيء جميل أن يقوم مؤرخ ليس مسلم بإنصاف المسلمين و
نبيهم. و لكن الشيء الذي غاب عن كثير من أولئك المحتفلين بالكتاب أن ” مايكل هارت
” وضع أسماء كثيرة ضمن تلك القائمة التي يترأسها سيدنا ” محمد ” صلى الله عليه و
سلم.
من ضمن تلك الأسماء، أسماء لمجرمين مثل ” هتلر ”
أو ” جانكيزخان “. و منها أسماء مثل بودا الذي صنف رابعا. و رأى أنه يستحق أن يكون
على رأس القائمة لولا أن أتباعه أقل من أتباع ” محمد ” صلى الله عليه و سلم.
الشيء الأخطر في الموضوع. أن الكتاب بعد الرسول صلى الله عليه و سلم
لم يذكر من أمة ” محمد ” صلى الله عليه و سلم إلا اسما واحدا رأى ” هارت ” أنه أثر
في التاريخ. و هو اسم” الفاروق عمر ” رضي الله
عنه و أرضاه.
و لكن ماذا عن باقي عظماء أمة الإسلام الذين لم يغيروا من تاريخ أممهم
فحسب، بل غيروا من تاريخ البشرية بأسره.
لذلك خطر في ذهن الكاتب قبل عدة سنوات أن يكتب كتابا يستعرض فيه تاريخ
الإسلام بأسره بشكل شامل. يضم بين ثناياه جميع الأحداث المهمة التي مرت على أمة الإسلام
منذ نشأتها و حتى يوم الناس هذا. هذا كله
على أن يتم بشكل شيق و عصري.