- يوسف يا مريم
- رواية
- يامي أحمد
- 186ص
- 14*20
- دار اكتب للنشر والتوزيع
الثالوث المحرم!
هذا السرُّ الذي يأخذني إلى التغني
بالوفاء، هذا الحب الذي لم تقتل عذريته مقصات الفراق، هو حصيلة انبلاج دم الماضي
الرقيق الذي كلما حل ضيفًا على الذاكرة أصاب المشاعر بدغدغةٍ تلطِّف أجواء الحياة،
يأخذني على بساط الريح إلى لفحة الربيع الملازمة لكل خريف، لأزهارٍ وأشجارٍ
أغصانها القلب تنبت في أيِّ موسم ٍمن حديقة الإنسان للإنسان، تلك الفترة التي
أحببتكِ فيها هي ذخيرتي للأمام، لا تصيبني بأجواء الندب والحزن إن حضرت كالنسمة
على شريط الذاكرة، بل بفخرٍ مبعثر التكوين من تراب وهواء ونار وماء...
إنَّ الإخلاص آيةٌّ مقدسة أحفظها عن ظهر قلب، فمهما ابتعدتِ فأنا باقٍ على
كلِّ جميل أمطرَ القدرُ رذاذه الليمونيِّ على أريج أوجاعي، غلبتْني قسوةُ الفراق بينما
عجزتْ أن تغلب قدسيَّتك المرصّنة بأقفال اللازورد والمختومة بشمع الليالي الأخيرة..
تعلَّمتُ من حبِّكِ أن أخلع عباءة الشرقيِّ المنسوجة بكل حبال الوعيد والتهديد
بندم ٍخرافيِّ المجاز، كما تعلمتُ احترامَ الظروف التي لم يقوَ فأسها يومًا على
هزيمة عقلك المملوء بالحياء..
أطلالٌ من الأعذار أسكبها تحت قدميك، أنا الذي لم أستطعْ إعادة تكوين
الطبيعية لأجل قلبك، ولم أستطعْ أن أصارع ثيران التقاليد لأجل أبديَّة الوجود معك..
يأكلني الفكرُ كلَّ ليلةٍ يصبُّ الحنينُ جمره على شغاف قلبي، لكني أقاوم أيَّ
وجعٍ ولا أغتاب ذكرك ولا أشوِّه شيئًا من حكايتنا التي يومًا ستصيبها شيخوخةُ
العائلة..
هذا الذي أحبَّكِ، لا يفقهُ من حبِّكِ سوى حبًا يجنِّدُ فيه ملائكةَ قلبِه
لتحرسَ قلبكِ..