- كش ملك
- الجزء الثالث
- السامري
- رواية
- أحمد شوقي مبارك
- 260ص
-"أنا مَنْ قُمتُ بنحت كل قِطع
هذه اللُّعبة، طالما حاولت الحفاظ عليها والاهتمام بها قِطعةً قِطعةً، الشطرنج ليست
مجرد لُعبة، الشطرنج هي مُلخَّص الحياة كما رَسَمَه أحكمُ الحكماء، ابحث عن الانسان
ستجده يُمثِّلُ إحدى تلك القِطع، أعلمُ أنها تُذكِّرُك بالهزيمة المؤلمة، وتُذكِّرُك
بقبضة العقارب، خيانة لميس أو عاهرة المعبد، تذكرك بالهروب خلف موسى بن عمران وسعي
موسى السامري نحو الخلود، تذكرك بمن صَنَعْته خادمًا لك فصارَ سيدَك يوم حررتني منك،
لن أُنكر أنك علمتني الكثير، وجعلتني ألتهِمُ من تمردك وخبرتك حتى اشتدت ضُلوعي وصار
كياني لا يحتاج أحدًا معه. بما أننا على مشارف النهاية –وأنت تعلم- ألا تريد اللعب
للمرة الأخيرة؟!"
نظر ابن بوران للكرسي الفارغ وهو يسمع عرض جسام لمباراة شطرنج أخيرة تجمعهم،
ثم رَمَقَ الحُرَّاس من جديدٍ، وقال شارعًا في الجلوس..
-"ظننتُ أن وقت اللَّعب قد انتهى..”
تقدَّمَ قائدُ الحرس من جديد حاملًا صينة فِضية تحوي كأسين من الزجاج، ووضع
إحداهما أمام ابن بوران والأخرى أمام جسام، ثم انحنى مُنسحبًا من المكان سريعًا..