كان يا ما كان
مجموعة قصصية ملهمة يقدمها لنا الكاتب، وهي المجموعة السابعة في مسيرته، يقترب بنا إلى حكايات التراث الشعبي التي تدور في عوالم الأطفال والحكايات الخرافية والمغامرات السردية، فيعيد إنتاجها وصياغتها لتتوافق مع عالمنا وواقعنا بكل ما فيه من قسوة وقبح.. اتخذ المؤلف طريقًا جديدًا في السرد يتسم بالمكر والتلاعب بخيوط الحكايات وذلك لكي يجبر القارئ على التساؤل وربط الحكايات بالواقع الذي يعيشه.
تتكون المجموعة من 15 قصة، هم: أمثولة العميان الثلاثة، بالحجم الملكي، قميص إنسان سعيد، أزمة سندريلا، رحلة عازف الناي، أميرة نائمة في مكتبة الأحلام، قبل أن ينتهي السباق، مفقودة في الترجمة، مهمة البحث عن العندليب، جنة الأقزام السبعة، كان يا ما كان في بلد الجمال، دوائر ذات الرداء الأحمر، سر البستاني والأميرة، حديث الجندي الصفيح، ابتسامة رجل القمامة.. ويلاحظ القارئ أن بعض هذه القصص استلهم المؤلف حبكتها المشوقة من قصص وحكايات وأساطير مشهورة ومعروفة، مثل رحلات جاليفر وقصة العندليب والجندي الصفيح ورجل القمامة، وحتى في القصص التي هي من وحي خياله قد تجد ذكرًا لأسماء شخصيات وردت في قصص مشهورة وعالمية مثل سندريلا وسنووايت، وكل هذا يُعاد توظيفه بمهارة فائقة من الكاتب. فمثلًا في قصة "بالحجم العائلي" والمستمدة من رحلات جاليفر تراه يقول لك "لا بد أن الملكة ترغب في التسلية على حسابي" وهنا تدرك الإشارة إلى مكر السلطة الحكامة.. نتمنى لكم قراءة ممتعة.