- المؤلف: أحمد فتحي
- الطبعة: الأولى
- عدد الصفحات: 124
- قراءة نقدية
- الناشر: دار كليوباترا بالتعاون مع منصة كتبنا
- ISBN: 978-977-6619-57-9
الكتاب الذي بين يديك
الآن، هو دراسة تحليلية لفهم رمزية السجن في الرواية العربية الحديثة. ومن خلال
المناقشات التي دارت بيني وبين المؤلف عندما كنا معًا في جامعة ماكْجِيل بكندا،
اتضح لي أنه مهتم اهتماما واسعا بالشأن المصري، وبالربط بين الحركات السياسية
والأدب في مصر بشكل خاص وفي العالم العربي بشكل عام. وقد طلب مني المؤلف - كقارئ
ومحب للمجتمع المصري - أن أراجع الكتاب، وأن أكتب مقدمة بسيطة تفتح أبواب الحوار،
وتقدم بعض النماذج التي تساعد القارئ على فهم الخطوط العريضة التي يريد مناقشتها في
هذا العمل الأكاديمي.
وعندما راجعت النص
الأخير للكتاب وجدت أن المؤلف يقدم هذه الدراسة من خلال محورين
مهمين لا بد من شرحهما، هما: كتابة المرأة، والتاريخ العام للأدب السياسي. أما
المحور الأول فيتناول ملف المرأة وطريقة كتابتها للأدب والرواية. منذ اندلاع
الحركة الأدبية الحديثة في العالم العربي في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن
العشرين، ثم تهميش عمل المرأة بحجة أن عمل المرأة أقل من عمل الرجل من حيث القيمة
الأدبية؛ لأن المرأة - في وجهة نظر البعض- تمضي غالب عمرها في البيت، ولا تختلط
بالمجتمع العام، لذلك تعجز المرأة عن فهم تفاصيل الحياة العامة مثل السياسة، ولا
تجيد التعبير الأدبي إلا في الأمور العاطفية والعائلية. وبناء على هذه الادعاءات،
تصنف الأعمال الأدبية التي تنتجها كاتبات تحت تصنيف خاص، أدنى من الإنتاج الأدبي
لدى الرجال، ولا تُدرس هذه الروايات بشكل دقيق وجيد.
بيد أن هذه المشكلة ليست
موجودة في العالم العربي فقط ، حيث تعاني
المرأة من مشاكل اجتماعية وقانونية واضحة، مثل المنع من قيادة السيارة أو الخضوع
لإرادة زوجها في أمور مالية وعائلية، بل يمتد تهميش عمل المرأة إلى كل أنحاء الدول
الغربية أيضا، على الرغم من أنه يمكن للمرأة هناك أن تشارك بشكل طبيعي في الحياة
العامة بدون هذه العقبات القانونية والاجتماعية المنتشرة في العالم العربي.
لقد ظهرت دراسات كثيرة في السنوات الماضية
تعالج العمل الأدبي للمرأة العربية، وحاول الكثير من الباحثين فهم قيمتها الحقيقية
في تاريخ الأدب. وكشفت هذه الدراسات عن أن المرأة قد تقدم صورة أكثر وضوحا
للمجتمع. وسيقدم هذا الكتاب ملخصا لهذه الدراسات الحديثة التي أثبتت أمورا، منها مثلا
أن "امرأة" هي من ألف أول عمل أدبي عربي في العصر الحديث.
أما المحور الثاني، فيناقش الترابط الوثيق بين الأدب
والسياسة، وأن عملا أدبيا واحدا قد يؤثر على المجتمع بشكل واسع. وتركز الأمثلة
والدراسات المستخدمة في هذا الكتاب على العالم العربي، ولذلك طلب مني المؤلف كتابة
مقدمة عن الأدب السياسي في المجتمع الغربي والأمريكي لكي أوضح للقارئ العربي أهمية
الأدب السياسي على مستوى أوسع.