ما هو سؤالك يا سيد ادلي؟” كان صوته هادئاً كما كان دائماً، ولكن لمحت شيئاً مخيفاً فى عينيه فجأة.. كلا، اذا كنت اريد ان اكون صادقاً، لم يكن مصدر الخوف فى عينيه وحسب، بل وشعرت بأنه انتشر فى الجو الذى يحيط بي. لم يعد الصوت المنظم القادم من الردهه التى فى ىسارى سوى صوت رقاص الساعة؛ بل اصبح صوت نقر قدم الجلاد وهو يراقب المدان فيما يساق الى المشنقة. باتت رائحه الزيت والجلد قارصه وتنظر بالخطر، وارتفع صوت صفير الريح، كنت متأكداً للحظه وجيزه بأن الباب الأمامى سيتحطم، بحيث لن ينكشف الشارع الخامس والثلاثين وحسب، بل ويكشف مشهد كلارك اشتون سميث حيث تنتصب الأشجار الملتويه وترسم صوراً ظليّه على افق عقيم اسفل الشموس التى بدأت تغيب فى وهج احمر. عرف ما عنيته بسؤالي، لمحت ذلك فى عينيه الرماديتين. اردت ان اساله: من اين تأتى هذه الأشياء؟ انا اعرف من اين تأتى هذه الأشياء يا ستيفنز. لكن الى اين تنوى الذهاب؟ من الذى وضع تلك النظره التى لا تزول مع توالى الأيام فى عينيك؟ ومن الذى طبعها على وجهك؟ اين نحن الآن فى هذه اللحظه بالذات؟ ولكنه كان ينتظر سؤالي”.