صفحه مثيره من تاريخ الصراع السىاسى فى مصر، بدأت منذ واجهت قياده »الحركه المباركة« مشكله السلطه وممارسه شئون الحكم بعد امساكها بمقاليد الأمور فى 23 يوليو 1952، فى وقت كانت تفتقر فيه الى الخبره السياسيه وإلى الوجود السىاسى بين جماهير تتقاسمها احزاب الصفوه الحاكمه وتنظيمات شعبيه عقائدية. لذلك خططت القياده الجديده للقضاء على اسس النظام القائم اولا قبل بناء نظام سىاسى جديد.. وكان لابد من مواجهه الأحزاب التى كانت لا تزال قائمه ومنتظرة.. وكانت هذه المواجهه فصلا دراميا من تاريخ الثوره وتاريخ الصراع على السلطة، نجحت خلاله قياده الثورة، مستخدمه قوه الدوله ومستغله ضعف الأحزاب وتهالكها، فى اقتلاع النظام الحزبى والإجهاز عليه دون رد فعل حقىقى من جانب هذه الأحزاب وجماهيرها.. وألغت قياده الثوره التعدديه الحزبيه وسعت الى خلق تنظيمات سياسيه »شعبية« ذات طابع شمولي، لملء الفراغ السىاسى وحشد الجماهير وتسييسها بشكل موجه لخدمه اهداف الثوره ومبادئها.. وتتابعت هذه التنظيمات من »هيئه التحرير« الى »الاتحاد القومي« الى »الاتحاد الاشتراكى العربي« الذى استمر حتى اواسط السبعينيات، حين ظهر ضعفه وعجزه عن تحقيق اهداف وتوجهات النظام السىاسى فى عهد السادات، الأمر الذى جعل القياده السياسيه تنهى وجوده، بل وتنهى التجربه الشموليه برمتها، بعد ربع قرن من الزمان، لتعود مصر الى التعدديه الحزبيه من جديد