- المسافر.. ج2 لن يعود
- إسلام عماد
- دار اكتب للنشر والتوزيع
- 182ص
- 14*20
- "غريب أنت عن ذلك
المكان...غريب"
لم أعلم كيف استطاعت معرفة ذلك، ولكن ربما يبدو عليّ
الاختلاف عن أهل الأندلس بالفعل...شعرت بالقلق يزداد بداخلي، فسألتها متعجلًا..."ماذا
تريدين مني؟"
مدت يدها وقالت: "سأقرأ لك كَفَّك، سأعلمك شيئًا عن
طالعك".
أجبتها مستنكرًا: "شكرًا لك...لا أريد معرفة طالعي.."
نظرت لي بعينيها العسليتين وأردفت: "لن أطلب منك مالًا، فأنا أعلم أن
جيبك خاوٍ كعقل الجاهل".
ظللت أنظر لها لثوانٍ متشككًا...ثم مددت يدي ببطء، أمسكت
بيدي لأشعر بسخونة غريبة تسري من يدها الناعمة ليدي، ثم بدأت أمارات القلق تبدو
على وجهها الأسمر...نظرت لها في تساؤل..فأجابتني بعد أن زفرت بحزن:
"أبيض الوجه والقلب والاسم أدهم...صغير السن وكبير
الروح بالألم... مكتوب عليك الشقا...والافتراق بعد اللقا...روح يا بني..روح...افرح
شوية قبل معاد الجروح..."
اندهشت مما قالت أيما اندهاش... كيف علمت كل ذلك؟ وما
معنى كلماتها؟ والأهم من ذلك...كيف تحولت لهجتها للعامية؟ كيف توصلت للهجتي الأصلية؟
آلاف الأسئلة التي ازدحم بها عقلي، وخرج
منها القليل على لساني إليها، فلم أحصل على رد منها.. ظللت على تلك الحالة لدقائق،
وعندما أيقنت بصمتها المانع لأي إجابة، قمت مسرعًا لجدي...هناك العديد من الأحداث التي
سأرويها له بالتأكيد...