يتناول هذا الكتاب ،بطبعته العربية، بالدراسه الميزات المتعلقه بالعمق التاريخي، والمحصوره ضمن اطار العمق الاستراتىجى القائم على صنع السياسه الخارجية، ويتناول كذلك بشكل اكثر شموليه الاتجاهات الجيوثقافيه والجيوسياسيه والجيواقتصاديه للعمق الاستراتىجى المذكور بشكل متكامل، وإظهار خصائص هذا العمق، التى يجب بدورها ان تؤثر على التوجه الاستراتيجي. تتناول فصول الكتاب دراسه وضع تركيا باعتبارها دوله محوريه فى مركز الاستراتيجيات الدوليه والإقليمية، واعتبارها، فيما يتعلق بمسأله الهوية، دوله ممزقه (Torn country)، كما وصفها هانتيغتون من جهه اخرى. وهذا ما يستلزم برأى المؤلف تغييراً فى طبيعه البنيه الديناميكيه لتركيا، من حيث انها تمثل بنيه ديناميكيه ذات مقياس صغير، توجد ضمن اطار دىنامىكى عالمى ذى مقياس كبير… تأتى اهميه هذا الكتاب من كونه يأخذ بالاعتبار التحولات التاريخيه لفتره ما بعد الحرب البارده وتبدل موازين القوى فى العالم، فهو يعيد تقييم الأوضاع بشكل جديد، يرتبط بفهم طبيعه بناء الدوله التركيه الدىنامىكى والمتغير الى حد كبير، فلفتره طويله من التاريخ كانت فى نظر العالم دوله جسرية، ليس لها رساله سوى ان تكون معبراً بين الأطراف الكبرى، دون ان تكون فاعلاً بين تلك الأطراف. ولذا، فقد بدت تركيا لدى الشرقى دوله غربية، ولدى الغربى دوله شرقية.